×
شرح العقيدة الواسطية

3- إثباتُ أن اللهَ يعْجَب ويضحك:

وقولُه: «عجب ربنا من قُنوط عباده وقُرْب غِيَرِه، ينظر إليكم أَزْلِين قَنِطِين فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب» ([1]) حديث حسن.

*****

 «عجب ربنا» قال في «المصباح»: التعجب يستعمل على وجهين:

أحدهما: ما يحمده الفاعل، ومعناه: الاستحسان والإخبار عن رضاه به.

والثاني: ما يكرهه، ومعناه الإنكار والذم له.

«من قُنوط عبادِه» القُنوط: شِدّةُ اليأسِ من الشيء، والمراد هنا: اليأس من نزول المطر وزوال القحط، «وقُرْب غِيَرِه» «غيره» بكسر الغين وفتح الياء، أي: تغييره الحال من شدة إلى رخاء.

«ينظر إليكم أَزْلِين» الأزْل بسكون الزاي: الضِّيق. وقد أَزِل الرجل يأزِل أَزْلاً صار في ضيق وجدب.

«فيظل يضحك» هذا من صفاتِه الفعليةِ التي لا يشبهه فيها شيء من مخلوقاته، ففي الحديث إثبات صفتين من صفات الله الفعلية، هما: العجب، والضحِك، وهما صفتان تليقانِ بجلالِه ليستا كعجبِ المخلوقِ وضحكِ المخلوق، وفي الحديثِ أيضًا إثباتُ النظرِ لله سبحانه، وهو من صفاتِه الفعليةِ أيضًا، فإنه ينظرُ إلى عبادِه، ولا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (16187)، والحاكم رقم (8683).