3-
إحاطة علمِه بجميعِ مخلوقاتِه:
﴿يَعۡلَمُ
مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ﴾ [سبأ: 2]، ﴿ وَعِندَهُۥ
مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ
وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي
ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴾
[الأنعام: 59].
*****
﴿يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ أي: ما يدخلُ فيها
من القَطر والبذور والكنوز والموتى وغير ذلك، ﴿وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا﴾ أي: من الأرض من
النبات والمعادن وغير ذلك، ﴿وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ﴾ أي: من المطر والملائكة
وغير ذلك، ﴿ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ﴾ أي: يصعد في السماء
من ملائكة وأعمال، وغير ذلك.
والشاهد من الآية
الكريمة: أن فيها إثبات علم الله سبحانه المحيط بكل شيء.
وقوله: ﴿ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ ﴾ أي: عند اللهِ وحدَه خزائنُ الغيب، أو ما يتوصلُ به إلى علمِه، ﴿ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ﴾ فمن ادعى علمَ شيءٍ منها فقد كفر، وقد وردَ تفسير مفاتح الغيب في الحديث الذي رواه ابن عمر كما في «الصحيحين» عنه أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «مَفَاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعلمُهن إلا الله» ثم قرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ﴾ [لقمان: 34] ([1])
الصفحة 1 / 220