﴿ وَمَا
تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ﴾ [فاطر: 11] ﴿ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا﴾ [الطلاق:
12] وقوله: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ
ٱلۡمَتِينُ﴾
[الذاريات: 58].
*****
﴿وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ﴾ أي: اليابس المعمور
والقِفار من السكانِ والنباتِ والدوابِ وغير ذلك، ﴿وَٱلۡبَحۡرِۚ﴾ أي: يعلم ما فيه من
الحيوانات والجواهر ونحو ذلك، ﴿وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ﴾ أي: أشجار البر والبحر وغير
ذلك، ﴿إِلَّا يَعۡلَمُهَا﴾ أي: يعلمها ويعلم
زمان سقوطها ومكانه، ﴿
وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ ﴾ أي: ولا تكون حبة
في الأمكنة المظلمة أو في بطن الأرض، ﴿وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ﴾ من جميع الموجودات، عموم
بعد خصوص، ﴿ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ﴾ أي: لا يحصل شيء من
ذلك إلا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ.
وجهُ الشاهدِ من
الآية: أن فيها إثباتَ أنه لا يعلمُ الغيبَ إلا الله، وأنَّ علمَه محيطٌ بكلِّ
شيء، وفيها إثباتُ القدرِ والكتابةِ في اللوح المحفوظ.
﴿ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ
إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ﴾ أي: لا يكون حَمْل ولا وَضْع إلا والله عالم به، فلا
يخرج شيء عن علمه وتدبيره، فيعلم سبحانه في أي يوم تحمل الأنثى، وفي أي يوم تضع،
ونوع حملها هل هو ذكر أو أنثى.
﴿ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ اللام متعلقة بقوله
تَعالَى: ﴿خَلَقَ
سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ﴾ أي: فعل ذلك
لتعلموا كمال قدرته، ﴿وَأَنَّ
ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا﴾ أي: ولتعلموا
إحاطةَ علمِه بالأشياء،
الصفحة 2 / 220