·
وجوبُ الإِيمَان بقربِه من خلقِه وأن ذلك لا
ينافي عُلُوَّه وَفَوْقِيَّتَه
قال رحمه الله:
فصل
وقد دخل في ذلك الإِيمَان بأنه قريبٌ مُجيبٌ؛
كما جمع بين ذلك في قوله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]، وقوله صلى الله عليه وسلم
«إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» ([1])، وما ذُكِرَ في الكتاب والسُّنَّة من قُربه ومَعيته لا يُنافي ما ذُكر من
عُلُوِّه وفَوقِيَّتِه؛ فإنه سبحانه ليس كمثله شيءٌ في جميع نُعُوتِه، وهو عَلِيٌّ
في دُنوه قريبٌ في عُلُوه.
*****
لمَّا قَرَّرَ المُصنِّفُ وجوبَ الإِيمَان
بعلوِّ الله سبحانه على خلقِه واستوائِه على عرشِه - نبَّه في هذا الفصلِ إلى
أنَّه يجبُ مع ذلك الإِيمَان بأنَّه قريبٌ مِن خلقه. وقوله: «وقد دَخَلَ فِي ذلك»
أي: في الإِيمَان بالله «الإِيمَان بأنَّه قَريبٌ» أي: من خلقه «مُجِيبٌ»
لدعائِهم «كما جَمَعَ بينَ ذلك» أي: بين القُربِ والإجابة في قوله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ﴾ [البقرة: 186].
وَرَدَ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ: أن رجلاً جاء إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، أقريبٌ ربُّنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النَّبِي صلى الله عليه وسلم. فنزلت هذه الآيةُ ([2]).﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ﴾ [البقرة: 186] مِنَ الداعي
الصفحة 1 / 220