·
الإِيمَان بالقدرِ وبيان ما يتضمَّنه:
وتؤمنُ الفرقةُ النَّاجيَة -أهلُ السُّنَّةِ
والجَماعَة- بالقدَر، خيرِه وشرِّه. والإِيمَان بالقدر على درجتين، كلُّ درجة
تتضمَّنُ شيئين.
*****
وقوله: «ويبقى في
الجنَّة فضل» أي: متَّسعٌ «عمَّن دخلَها من أهل الدُّنيا»؛ لأنَّ اللهَ وصفها
بالسَّعة فقال: ﴿ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ﴾ [آل عمران: 133] «فيُنشئ
الله» أي: يَخلق ويُوْجِدُ «أقوامًا» أي: جماعات «فيدخلهم الجنَّة»
بفضله ورحمته؛ لأنَّ الجنَّةَ رحمتُه، يرحم بها من يشاء، وأما النَّار فلا يعذب
فيها إلاَّ من قامت عليه حجَّتُه، وكذَّبَ رسلَه.
وقوله: «وأصنافُ ما
تضمَّنته الدَّارُ الآخرَة...» إلخ لما ذكر رحمه الله ما ذكر من أحوال اليوم الآخر وما
يجري فيه - أحال على الكتاب والسُّنَّة في معرفة تفاصيل البقية مما لم يذكرْه،
لأنَّ ذلك من علم الغيب الَّذي لا يُعْرَفُ إلاَّ من طريق الوحي.
«القدَر»: مصدر قَدَرْتُ
الشَّيءَ، إذا أحطت بمقداره، والمراد به هنا: تعلُّقُ علمِ الله بالكائنات،
وإرادتُه لها أزلاً قبل وجودها؛ فلا حادث إلا وقد قدَّره الله تَعالَى، أي: سبق علمُه
به، وتعلَّقت به إرادته. و«الإِيمَان بالقدر» هو أحد أركان الإِيمَان
الستَّة، وهو الإِيمَان بالقدر خيرِه وشرِه.
وفي قولِ الشيخِ رحمه الله: «وتؤمنُ الفرقةُ النَّاجيَة -أهلُ السُّنَّة والجَماعَة- بالقدرِ، خيرِه وشرِّه» إشارةٌ إلى أنَّ من لم يؤمنْ بالقدرِ
الصفحة 1 / 220