4-
إثبات السمعِ والبصرِ لله سبحانه:
وقوله تَعالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ
ٱلۡبَصِيرُ﴾
[الشورى: 11] وقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓۗ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا ﴾ [النساء: 58].
*****
فلا يخرج عن علمه
شيء منها كائنًا ما كان، و﴿عِلۡمَۢا﴾ منصوبٌ على التمييز أو على المصدرية؛ لأن أحاط بمعنى
علم.
الشاهد من الآيتين: أن فيهما إثباتَ
علمِ اللهِ المحيطِ بكلِّ شيء، وإثباتَ قدرتِه على كل شيء.
وقولُه تَعالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ﴾ أي: لا رازقَ غيرُه
الذي يرزق مخلوقاته ويقوم بما يصلحهم، فهو كثير الرزق واسعُه، فلا تعبدوا غيره، ﴿ذُو ٱلۡقُوَّةِ﴾ أي: صاحب القوة
التامة الذي لا يعتريه ضعفٌ، ﴿ ٱلۡمَتِينُ ﴾ أي: البالغ في القوة
والقدرة نهايتهما، فلا يلحقه في أفعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب، والمتانة معناها:
الشدة والقوة.
الشاهدُ من الآيةِ
الكريمة: أن فيها إثباتَ اسمِه الرزاق، ووصفُه بالقوةِ التامة التي لا يعتريها ضعف
ولا تعب سبحانه وتعالى، وفيها الاستدلال على وجوب عبادتِه وحده لا شريكَ له.
﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ ﴾ أول الآية قوله
تَعالَى: ﴿ فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ
جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ أَزۡوَٰجٗا ﴾.
قال الإمامُ ابنُ
كثير في «تفسيرِه»: «أي: ليس كخالق الأزواج كلها شيء؛ لأنه الفرد الصمد الذي لا
نظيرَ له». اهـ.
﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ﴾ الذي يسمع جميع
الأصوات ﴿ٱلۡبَصِيرُ﴾ الذي يرى كل شيء،
ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
الصفحة 1 / 220