· مكانةُ أهلِ بيتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
عند أهلِ السُّنةِ والجَماعَة:
ويحبُّون أهلَ بيتِ رسولِ الله صلى الله عليه
وسلم، ويتولَّونهم، ويحفظون فيهم وصيةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث قال
يوم غَدِيرِ خُمٍّ: «أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ([1])، وقال أيضًا للعبَّاس عمِّه -وقد اشتكى إليه أن بعضَ قريشٍ يجفو بني هاشم-
فقال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلهِ،
وَلِقَرَابَتِي» ([2])، وقال: «إنَّ اللهَ اصْطَفَى بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي
إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ
قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ([3]).
*****
بيَّن الشَّيخُ رحمه الله في
هذا مكانةَ أهلِ البيتِ عند أهلِ السُّنةِ والجَماعَة، وأنهم «يحبُّون أهل
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ». وأهل البيت: هم آلُ النَّبِي صلى الله
عليه وسلم الَّذين حُرِّمَت عليهم الصَّدقة، وهم: آل عليٍّ، وآل جعفرٍ، وآل
عُقيلٍ، وآل العبَّاسِ، وبنو الحارث بن عبد المطَّلب، وأزواجُ النَّبِي صلى الله
عليه وسلم، وبناتُه من أهل بيته، كما قال تَعالَى ﴿إِنَّمَا
يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ﴾ الآية [الأحزاب:
33].
فأهلُ السُّنةِ يحبُّونهم ويحترمونهم ويكرمونهم؛ لأنَّ ذلك من احترامِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وإكرامه، ولأنَّ اللهَ ورسولَه قد أمرا بذلك قال تَعالَى: ﴿ قُل لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ ﴾ [الشورى: 23]، وجاءت نصوصٌ من
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2408).
الصفحة 1 / 220