ثم
أورد الشيخُ رحمه الله ُ فيما يلي نماذج من الكتاب والسنة تشتمل على إثباتِ أسماءِ
اللهِ وصفاتِه، وفيما يلي إيراد ذلك:
القسم الأول
الاستدلالُ على إثباتِ
أسماءِ اللهِ وصفاتِه
من القرآن الكريم
1- الجمعُ بين النفي والإثبات في وصفه
تَعالَى:
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في
سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن، حيث يقول: ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص: 1 - 4].
*****
«وقد دخل في هذه الجملة» أي: التي تقدمت،
وهي قوله: «وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمَّى به نفسه بين النفي والإثبات»
فأراد هنا أن يُوردَ ما يدل على ذلك من الكتابِ والسنة، وبدأ بسورة الإخلاص؛
لفضلها، وسُميت بذلك؛ لأنها أخلصت في صفات الله، ولأنها تخلِّصُ قارئَها من الشرك.
قوله: «التي تعدلُ ثلثَ القرآن» أي: تساويه، وذلك لأن معانيَ القرآن ثلاثةٌ أنواعٍ: توحيد، وقصص، وأحكام، وهذه السورة فيها صفة الرَّحمَن، فهي في التوحيد وحده، فصارت تعدلُ ثلثَ القرآن، والدليل على أنَّ هذه السورة تعْدِلُ ثُلثَ القرآن ما رواه البخاري
الصفحة 1 / 220