·
الواجبُ نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وذِكْرُ فضائلهم:
ومن أصول أهل السُّنة والجَماعَة سلامةُ قلوبهم
وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تَعالَى:
﴿ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ
رَءُوفٞ رَّحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، وطاعة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «لاَ
تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]).
*****
أي من أصولِ عقيدةِ أهلِ السُّنة والجَماعَة «سلامة
قلوبهم» من الغِلِّ والحقدِ والبُغْض، وسلامة «ألسنتهم» من الطَّعنِ
واللَّعنِ والسَّبِّ. «لأصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم »؛ لفضلِهم
وسبقِهم واختصاصِهم بصحبة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ولِما لهم من الفضلِ على
جميع الأمَّة؛ لأنَّهم الَّذين تحمَّلوا الشَّريعة عنه صلى الله عليه وسلم
وبلَّغوها لمن بعدهم، ولجهادهم مع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، ومناصرتهم له.
وغرضُ الشَّيخِ من عَقدِ هذا الفصلِ الردُّ على الرافضةِ والخَوارِج، الذين يسبُّون الصَّحَابَة ويبغضونهم ويجحدون فضائلَهم، وبيانُ براءةِ أهلِ السُّنةِ والجَماعَة من هذا المذهب الخبيث، وأنَّهم مع صحابةِ نبيِّهم، كما وصفهم اللهُ في قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ ﴾ [الحشر: 10] أي: بعد المهاجرين والأنصار، وهم التَّابعون لهم بإحسانٍ إلى يومِ القيامةِ من عمومِ المسلمين. ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ ﴾
الصفحة 1 / 220