×
شرح العقيدة الواسطية

موقفُ أهلِ السُّنةِ من هذه الأحاديثُ التي فيها إثباتُ الصفاتِ الربانية إلى أمثال هذه الأحاديثِ التي يُخبرُ فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه بما يُخبِر به؛ فإنَّ الفرقةَ النَّاجيَة أهلَ السنةِ والجَماعَة يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبرَ اللهُ به في كتابِه من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيل.

*****

صلاة العصر، «فَافْعَلُوا» أي: حافظوا على هاتين الصلاتين في الجَماعَة في أوقاتهما، وخصَّ هاتين الصلاتين لاجتماعِ الملائكةِ فيهما، فهما أفضلُ الصلوات، فناسبَ أن يُجازِي من حافظ عليهما بأفضلِ العطايا، وهو النظر إلى وجه الله تَعالَى.

والشاهدُ من الحديث: أن فيه إثباتَ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم عَيَانًا يوم القيامة، وقد تقدمَ ذكرُ من خالفَ في ذلك مع الردِّ عليه عند الكلامِ على تفسيرِ الآياتِ التي فيها إثباتُ الرؤية، والله أعلم.

هذا بيانٌ لموقفِ أهلِ السُّنةِ والجَماعَة من أحاديثِ الصفاتِ الواردةِ عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنه كموقفِهم من آياتِ الصفاتِ الواردةِ في القرآنِ سواء، وهو الإِيمَان بها واعتقادُ ما دلتْ عليه على حقيقته، لا يصرفونها عن ظاهرِها بأنواعِ التأويلِ الباطل، ولا يَنفون ما دلَّت عليه فيُعطلونها، ولا يُشَبِّهون الصفات المذكورةَ فيها بصفاتِ المخلوقين؛ لأنَّ اللهَ ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11].

وهم بذلك يخالفون طريقةَ المبتدِعة من الجَهْمية والمعتزِلة والأشاعرة الذين كان موقفُهم من هذه النصوص موقفَ المنكرِ لها أو المؤول لما دلت عليه، وبخلافِ المشبِّهةِ الذين غَلَوْا في الإثباتِ حتى شبَّهوا اللهَ بخلقِه، تَعالَى اللهُ عمَّا يقولون عُلوًّا كبيرًا.


الشرح