·
إخراجُ بعضِ العصاةِ من النَّارِ برحمةِ الله
بغيرِ شفاعة، واتِّساع الجنَّة عن أهلها:
ويُخرِجُ اللهُ من النَّار أقوامًا بغيرِ
شفاعة؛ بل بفضلِه ورحمتِه. ويَبقى في الجنَّة فضلٌ عمَّن دخلها من أهلِ الدُّنيا،
فيُنشئُ اللهُ أقوامًا فيُدخِلُهم الجنَّةَ. وأصنافُ ما تضمَّنته الدَّارُ الآخرَة
من الحساب، والثَّواب والعقاب، والجنَّة والنَّار، وتفاصيلُ ذلك - مذكورةٌ في
الكُتب المنزّلة من السَّماء، والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء. وفي العلم
المورُوث عن مُحمَّد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يَشفي ويَكفي، فمن ابتغاه
وَجَدَه.
*****
9- لمَّا ذكر الشَّيخُ رحمه الله أنَّ من أنواعِ
الشَّفاعات الَّتي تقع بإذن اللهِ الشَّفاعةَ بإخراجِ بعضِ من دخلوا النَّار منها
- ذكر هنا: أن الخروجَ من النَّارِ له سببٌ آخر غير الشفاعة وهو: رحمةُ الله
سبحانه وفضلُه وإحسانُه، فيُخرجِ من النَّارِ من عُصاةِ الموحدين من في قلبِه
مثقالُ حبَّةٍ من إيمان.
قال الله تَعالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
وفي الحديثِ المتَّفق عليه: «يقولُ اللهُ: شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ...» الحديث ([1]).