5-
إثباتُ النداءِ والصوتِ والكلام لله تَعالَى:
وقوله: «يَقُولُ اللهُ تَعالَى: يَا آدَمُ،
فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ
أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ» ([1]) متفق عليه. وقوله: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ
رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ» ([2]).
*****
قوله: «لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْكَ» لَبَّيْكَ، أي: أنا مقيمٌ على طاعتِك، من أَلَبَّ بالمكان إذا
أقام، وهو منصوبٌ على المصدر، وثُنِّي للتأكيد، وسعديك: من المساعدة، وهي:
المطاوعة، أي: مساعدة في طاعتِك بعد مساعدة.
قوله: «فَيُنَادَى»
بكسر الدال، والمنادِي هو الله تَعالَى «بِصَوْتٍ» تأكيد لقوله: «يُنَادَى»؛
لأن النداء لا يكون إلا صوت، وهذا كقوله تَعالَى: ﴿ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ
تَكۡلِيمٗا﴾ [النساء: 164]. وقوله:
«بَعْثًا إِلَى النَّارِ» البعث هنا بمعنى المبعوث الموجَّه إليها، ومعنى ذلك:
مَيِّز أهل النار من غيرهم.
والشاهدُ من الحديث: أن فيه إثباتَ
القولِ من اللهِ والنداءُ بصوت يُسمع، وأن ذلك سيحصُلُ يومَ القيامة، ففيه أن
اللهَ يقولُ ويُنادي متى شاء وكما يشاء.
وقولُه: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ» الخطاب للصحابة، وهو عامٌّ لجميع المؤمنين «إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ» أي: بلا واسطة «لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ» الترجمان: من يعبر بلغة عن لغة، أي: ينقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4741)، ومسلم رقم (222).