·
مذهبُ أهلِ السُّنة والجَماعَة في كرامات
الأولياء:
ومن أصولِ أهلِ السُّنة التَّصديق بكراماتِ
الأولياء، وما يُجري اللهُ على أيديهم من خوارقِ العاداتِ في أنواعِ العلومِ
والمكاشفات، وأنواعِ القدرة والتَّأثيرات. والمأثور عن سالفِ الأممِ في سورةِ
الكهف وغيرها، وعن صدرِ هذه الأمَّة من الصَّحَابَة، والتَّابعين، وسائر فرق
الأمَّة، وهي موجودةٌ فيها إلى يومِ القيامة.
*****
قوله: «ومن أصولِ أهلِ
السُّنة» أي: من أصولِ عقيدتِهم «التَّصديق بكرامات الأولياء»
الكرامات: جمع كرامة وهي: «ما يُجري اللهُ على أيديهم من خوارقِ العادات»،
فالكرامة: أمرٌ خارقٌ للعادة، أي: لمألوفِ الآدميين. والأولياء جمع وليّ: وهو
المؤمن المتَّقي؛ كما قال تَعالَى: ﴿ أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [يونس: 62]، سُمِّي
وليًّا اشتقاقًا من الولاء، وهو المحبةُ والقرب، فوليُّ الله: مَنْ والى اللهَ
بموافقتِه في محبوباته، والتقرُّب إليه بمرضاته.
وكراماتُ الأولياءِ
حقٌّ، وقد دلَّ عليها الكتابُ والسُّنة، والآثارُ المتواترةُ عن الصَّحَابَة
والتَّابعين.
· والنَّاس في كراماتِ الأولياءِ
على ثلاثةِ أصناف:
الصِّنف الأوَّل: من ينفيها من
المبتدِعة: كالمعتزِلة، والجهميَّة، وبعض الأشاعرة.
وشُبهتُهم: أنَّ الخوارقَ لو جاز ظهورُها على أيدي الأولياءِ لالتبس النَّبِي بغيره؛ إذ الفرقُ بين النَّبِي وغيرِه هو المعجزةُ الَّتي هي خرقُ العادة.
الصفحة 1 / 220