·
مَا يَجبُ اعتِقادُه في عُلُوِّه وَمَعِيَّتِه
سبحانه ومعنى كونه سبحانه: ﴿ فِي ٱلسَّمَآءِۖ ﴾ وأدلة ذلك:
وكلُّ هذا الكلامِ الَّذي ذَكَرَه اللهُ مِن
أنَّه فوق العرش، وأنَّه مَعَنَا حقٌّ على حقيقته، لا يحتاج إلى تحرُّف، ولكن
يُصانُ عن الظُّنُونِ الكاذبةِ، مثلِ أن يُظَنَّ أنَّ ظَاهر قولِه: ﴿ فِي ٱلسَّمَآءِۖ ﴾ [البقرة: 144] أنَّ السَّماءَ تُقِلُّه أَو
تُظِلُّه. وهذا باطلٌ بإجماع أهل العلم والإِيمَان؛ فإنَّ اللهَ قد ﴿ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾
[البقرة: 255]، وهو الذي ﴿ يُمۡسِكُ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ﴾ [فاطر: 41]، ﴿ وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ
إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓۚ﴾ [الحج: 65]، ﴿ وَمِنۡ
ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ﴾
[الروم: 25].
*****
يُبيِّن الشيخُ رحمه الله ما يجب اعتقادُه
بالنِّسبة لما أخبر اللهُ به عن نفسِه، من كونه فوق العرش وهو مَعَنَا - أنه يجبُ
الإِيمَان به كما أخبر اللهُ، ولا يجوز تأويلُه وصرفُه عن ظاهره، كما يفعله
المُعطِّلةُ من الجهمية والمعتزِلة وأشباهُهُم، فيزعمون أنَّ ذلك ليس حقيقةً،
وإنَّما هو مجازٌ؛ فيؤولون الاستواءَ على العرش بالاستيلاءِ على المُلْكِ،
وَعُلُوَّ الله على خَلْقِه بعُلُوِّ قَدْرِه وقَهْره، ونحو ذلك من التأويلات
الباطلة الَّتي هي تحريفٌ لكلامِ الله عن مواضعِه. ومنهم من يقول: إنَّ معنى كونِه
مَعَنَا أنه حالٌّ في كُلِّ مكانٍ، كما تقوله حُلُولِيةُ الجَهْمِيةِ وغيرُهم،
تَعالَى اللهُ عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا.
وقوله: «ولكنْ يُصانُ عن الظُّنونِ الكاذبةِ، مثل أنْ يُظَنَّ ظاهر قوله: ﴿فِي ٱلسَّمَآءِۖ ﴾ [البقرة: 144] أنَّ السَّماءَ تُقِلُّه أو تُظِلُّه» تُقِلُّه: أي تحمله.
الصفحة 1 / 220