9-
ذكرُ مجيءِ اللهِ سبحانه لفصلِ القضاءِ بين عبادِه على ما يليقُ بجلالِه:
وقوله: ﴿هَلۡ
يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ ﴾ [البقرة: 210] وقوله: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ﴾
[الأنعام: 158] ﴿ كَلَّآۖ
إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا ٢١ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا ٢٢﴾
[الفجر: 21، 22] ﴿وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ
وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا﴾ [الفرقان: 25].
*****
المؤمنين وشقَّ
عليهم أمرُه، فقال الله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ﴾ [الصف: 2].
الشاهدُ من الآيات: أنَّ فيها وصفَ
اللهِ بالغضبِ والرضا واللعنِ والانتقامِ والكراهيةِ والأسف والمقت، وهذه كلُّها
من صفاتِ الأفعالِ التي يفعلُها جل وعلا متى شاء إذا شاء كيف شاء، وأهلُ السُّنةِ
يُثبتون ذلك للهِ كما أثبته لنفسِه على ما يليقُ بجلالِه.
﴿هَلۡ
يَنظُرُونَ﴾هذا تهديدٌ للكفار التاركين للدخولِ في السِّلم
-أي: الإِسْلام- المتبعين لخطوات الشيطان، ومعنى: ﴿يَنظُرُونَ﴾ ينتظرون، يقال: نظَرتُه وانتظرتُه بمعنى واحد﴿إِلَّآ
أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ﴾ ذاته سبحانه لفصلِ
القضاء بينهم يوم القيامة، فيجازَي كلُّ عاملٍ بعملِه﴿ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ﴾ الظُّلل: جمع ظُلة، وهي ما يُظِلك، والغمام:
السحابُ الرقيقُ الأبيض، سُمِّي بذلك لأنه يَغُم، أي: يستر، ﴿وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾أي: والملائكةُ يجيئون في ظللٍ من الغمام،﴿وَقُضِيَ
ٱلۡأَمۡرُ﴾ أي: فرغ من الأمر الذي هو إهلاكهم.
الصفحة 1 / 220