5-
إثبات المشيئة والإرادة لله سبحانه:
وقوله: ﴿وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ
مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ﴾ [الكهف: 39] ﴿وَلَوۡ
شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة: 253]، وقوله: ﴿أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ
إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ
إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ﴾ [المائدة: 1].
*****
قوله: ﴿وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ﴾ أي: هلاَّ إذ دخلت
بستانك ﴿ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا
بِٱللَّهِۚ﴾ أي: إن شاء أبقاها،
وإن شاء أفناها؛ اعترافًا بالعجز، وأن القدرة لله سبحانه، قال بعض السلف: من أعجبه
شيء فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وقوله: ﴿وَلَوۡ
شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ﴾أي: لو شاء سبحانه
عدم اقتتالهم لم يقتتلوا؛ لأنه لا يجري في ملكه إلا ما يريد، لا راد لحكمه، ولا
مبدل لقضائه.
وقوله تَعالَى: ﴿أُحِلَّتۡ لَكُم﴾ أي: أُبيحت،
والخطابُ للمؤمنين، ﴿بَهِيمَةُ
ٱلۡأَنۡعَٰمِ﴾ أي: الإبل والبقر
والغنم، ﴿إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ﴾ استثناء من ﴿ بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ﴾، والمراد به
المذكور في قوله: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ﴾ الآية [المائدة: 3]
التي بعدها بقليل.
وقولُه: ﴿غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ ﴾ استثناء آخر من
بهيمة الأنعام، والمعنى: أحلت لكم بهيمة الأنعام كلها إلا ما كان منها وحشيًّا
فإنه صيد لا يحل لكم في حال الإحرام، فقوله: ﴿ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ ﴾ في محل نصب على
الحال، والمراد بالحرم: من هو محرم بحج أو عمرة أو بهما، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ﴾ من التحليل
والتحريم، لا اعتراض عليه.
الصفحة 1 / 220