·
وجوبُ الإِيمَان برؤيةِ المؤمنين ربَّهم يومَ
القيامة، ومواضعُ الرؤيةِ:
قال رحمه الله:
فصلٌ
وقد دخل أيضًا فيما ذكرناه -من الإِيمَان به
وبكتبِه وملائكتِه وبرسلِه- الإِيمَان بأنَّ المؤمنين يرونَه يومَ القيامةِ
عِيانًا بأبصارهم، كما يرون الشَّمس صَحوًا، ليسَ دُونها سَحَابٌ، وكما يرون
القمرَ ليلةَ البدرِ، لا يُضَامُّونَ في رؤيته. يرونه سبحانه وهم في عَرَصَاتِ
القيامة، ثمَّ يرونه بعد دخول الجنَّةِ، كما يشاء الله.
*****
وجه دخول الإِيمَان بالرؤية في الإِيمَان باللهِ
وبكتبِه وبرسلِه - أنَّ اللهَ سبحانه أَخْبَرَ بها في كتابِه وأَخبرَ بها رسولَه
صلى الله عليه وسلم، فَمَن لم يُؤمن بها كان مُكذِّبًا لله ولكُتُبه ولرُسلِه؛
فإنَّ الَّذي يؤمنُ باللهِ وكُتُبِه ورسله- يُؤمنُ بكلِّ مَا أخبروا به. وقوله:
«عِيانًا» بكسر العين أي: رؤية محققة لا خفاءَ فيها، فليست مجازًا كما تقوله
المُعطِّلَةُ. «كما يرون الشَّمس صَحوًا لَيسَ دُونَها سَحابٌ، وكما يرون
القمرَ ليلةَ البدرِ لا يُضَامُّونَ في رؤيته» أي: رؤيةً حقيقيةً لا مشقةَ
فيها، كما دلَّت على ذلك الآياتُ والأحاديثُ التي سبقَ شَرْحَهَا.
وقوله: «يرونه سبحانه وهم في عَرَصَاتِ القيامة، ثمَّ يَرونه بعدَ دخولِ الجنَّةِ» هذا بيانٌ للمواضع الَّتي تحصُل فيها الرؤيةُ، وذلك في موضعين:
الصفحة 1 / 220