×
شرح العقيدة الواسطية

2- إثباتُ أنَّ اللهَ يفرحُ ويضحك:

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ...» الحديث ([1])، متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآْخَرَ، كِلاَهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» ([2]) متفق عليه.

******

والشاهدُ من الحديثِ: أن فيه ثبوتَ النزولِ الإلهي، وهو من صفاتِ الأفعال، وفي الحديثِ أيضًا إثبات العلو لله تَعالَى، فإن النزولَ يكونُ من العلو، وفيه الردُّ على من أوَّل الحديثَ بأن معناه: نزولُ رحمتِه أو أمرِه؛ لأن الأصلَ الحقيقةُ وعدمُ الحذف، ولأنه قال: «مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ» فهل يُعقل أن تقول: رحمته أو أمره، هذا المقال؟!

وفي الحديثِ إثباتُ الكلامِ للهِ تَعالَى حيث جاء فيه: «يَقُولُ...» إلخ، وفيه إثباتُ الإعطاءِ والإجابةِ والمغفرةِ للهِ سبحانه، وهي صفاتُ أفعال.

وقوله: «متفق عليه» أي: بين البخاري ومسلم.

«لَلَّهُ» اللام لام الابتداء «أَشَدُّ فَرَحًا» منصوب على التمييز، والفرح في اللغة: السرور ولذة القلب «بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ» التوبة: هي الإقلاعُ عن الذنبِ والرجوعُ إلى الطاعةِ «بِرَاحِلَتِهِ» الراحلة: الناقةُ التي تَصلُحُ أن ترحلَ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6308)، ومسلم رقم (2744).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2826)، ومسلم رقم (1890).