×
شرح العقيدة الواسطية

ما يجري في يومِ القيامة:

وتدنو منهم الشَّمس ويُلجِمُهم العرقُ، فتُنْصَبُ الموازينُ، فتُوزَن بها أعمالُ العبادِ: ﴿ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣ [المؤمنون: 102، 103]، وتُنشَرُ الدواوينُ، وهي صحائفُ الأعمال، فَآخِذٌ كتابَه بيمينه وآخذٌ كتابَه بشماله، أو مِن وراءِ ظهره، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤ [الإسراء: 13، 14] ويُحاسِبُ اللهُ الخلائقَ ويَخلُو بعبدِه المؤمنِ فيُقرره بذنوبه، كما وصف ذلك في الكتاب والسُّنَّة، وأمَّا الكفارُ فلا يُحاسبون محاسبةَ من تُوزن حسناتُه وسيئاتُه، فإنَّهم لا حسناتِ لهم، ولكن تُعدُّ أعمالُهم فتُحصَى، فيُوقَفُون عليها، ويقرَّرون بها.

*****

 الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللهِ يَومَ القِيامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً...» الحديث ([1]).

ذكر الشَّيخُ رحمه الله في هذا الكلامِ بعضَ ما يجري في يومِ القيامة، ممَّا ذُكِرَ في الكتاب والسُّنَّةِ، فإنَّ تفاصيلَ ما يجري في هذا اليومِ ممَّا لا يُدْرَكُ بالعقل، وإنَّما يُدْرَكُ بالنُّقولِ الصَّحيحةِ عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم الَّذي لا يَنطقُ عن الهوى ﴿ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ [النجم: 4]، ومن الحكمة في محاسبة الخلائق على أعمالهم، وَوَزْنِها، وظهورِها مكتوبةً في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6527)، ومسلم رقم (2859).