×
شرح العقيدة الواسطية

الصُّحف، مع إحاطةِ عِلْمِ اللهِ بذلك؛ ليرى عبادُه كمالَ حمدِه، وكمالَ عدلِه، وَسَعَةَ رحمتِه، وعظمةَ مُلكِه، وَذَكَرَ الشَّيخُ ممَّا يجري في هذا اليومِ العظِيمِ على العبادِ:

1- «أنَّهَا تَدنُو منهم الشَّمس» أي: تَقْرُبُ من رءوسِهم، كما روى مُسلمٌ عن المِقْدَادِ رضي الله عنه قال: سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قَيدَ ميلٍ أَوْ ميلَيْنِ» ([1]) قوله: «وَيُلجِمُهُم العَرَقُ» أي: يصِلُ إلى أفواهِهم، فيصيرُ بمنزلةِ اللِّجامِ يمنعهم من الكلام، وذلك نتيجةً لِدُنُوِّ الشَّمس منهم، وذلك بالنِّسبةِ لأكثرِ الخَلقِ، ويُستثنى من ذلك الأنبياءُ وَمَن شاءَ اللهُ.

2- وممَّا ذُكِرَ في هَذَا اليومِ قولُه: «وَتُنْصَبُ المَوَازِينُ، وَتُوزَنُ بِها الأعمالُ» «الموازين»: جمع مِيزان، وهو الَّذي تُوزنُ به الحسناتُ والسيئاتُ، وهو مِيزانٌ حقيقيٌّ له لِسانٌ وكِفَّتَان، وهو من أمورِ الآخرَة نؤمنُ به، كما جَاءَ ولا نبحثُ عن كيفيتِه إِلاَّ على ضَوْءِ ما وَرَد من النُّصوصِ. والحكمةُ في وَزْنِ الأعمالِ إظهارُ مقاديرِها؛ ليكونَ الجزاءُ بحسَبه. ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ أي: رَجَحَتْ حسناتُه على سيئاتِه. ﴿ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ أي: الفائزون والنَّاجُون من النَّار المُستَحِقُّون لدخولِ الجنَّة. ﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ أي: ثَقُلتْ سيئاتُه على حسناتِه. ﴿ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ أي: خَابُوا وصاروا إلى النَّار ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ أي: مَاكِثُون في النَّارِ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2421)، وأحمد رقم (23813)، وابن حبان رقم (7330).