فضلُ
الصَّحَابَة، وموقفُ أهلِ السُّنة والجَماعَة منه، وبيان تفاضلهم:
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسُّنة والإجماع،
من فضائِلهم ومراتبِهم. ويُفضّلون مَن أنفق من قَبل الفتح -وهو صلح الحديبية-
وقَاتَل، على مَن أنفق مِن بعدُ وقاتل. ويفضلون المهاجرين على الأنصار. ويؤمنون
بأنَّ اللهَ قال لأهلِ بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ
فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» ([1]). وبأنَّه لا يَدخلُ النَّارَ أحدٌ بايع تحت الشَّجرة كما أخبر به النَّبِي
صلى الله عليه وسلم ؛ بل لقد ورضوا عنه، وكانوا أكثرَ من ألفٍ وأربعمائة، ويشهدون
بالجنةِ لمن شَهِدَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كالعشَرة، وثابت بنِ قيس بن
شمَّاس، وغيرهم من الصَّحَابَة. ويُقِرُّون بما تواتر به النَّقل عن أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره، من أنَّ خير هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو
بكر، ثمَّ عمر، ويثلِّثون بعثمان، ويربِّعون بعلي ؛ كما دلَّتْ عليه الآثارُ، وكما
أجمعَ الصَّحَابَة على تقديم عثمانَ في البيعة، مع أنَّ بعضَ أهلِ السُّنةِ كانوا
قد اختلفوا في عثمان وعليّ رضي الله عنهما بعد اتفاقِهم على تقديمِ أبي بكر وعمر
أيُّهما أفضلُ؛ فقَدَّم قومٌ عثمانَ وسكتوا وربَّعوا بعليّ، وقَدَّم قومٌ عليًّا،
وقوم توقَّفوا، لكنْ استقرَّ أمرُ أهل السُّنة على تقديم عثمانَ ثمَّ عليّ.
*****
بيَّن الشَّيخُ رحمه الله في هذا المقطعِ مِن كلامِه تفاضلَ الصَّحَابَة بعد أن بيَّن فيما سبق فضلَهم عمومًا وموقفَ أهلِ السُّنة والجَماعَة من ذلك.
الصفحة 1 / 220