×
شرح العقيدة الواسطية

2- القيامة الكبرى وما يجري فيها:

إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتُعاد الأرواح إلى الأجساد. وتقوم القيامة التي أخبر اللهُ بها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع عليها المسلمون، فيقوم النَّاس من قبورهم لربِّ العالمين، حفاةً عُراةً غُرْلاً.

*****

 أشار الشَّيخ رحمه الله في هذا وما بعده إلى ما يكون في الدار الآخرَة، وهي التي تبدأ بالقيامة الكبرى، فإن الدُّورَ ثلاثٌ: دار الدنيا، ودار البرزخ، والدار الآخرَة، وكلُّ دارٍ من هذه الدورِ الثلاثِ لها أحكامٌ تخصُّها. وحوادثُ تجري فيها، وقد تكلَّم الشيخُ على ما يكونُ في دارِ البرزخ.

وهنا أخذ يتكلم على ما يكونُ في الدَّارِ الآخرَة فيقول: «إلى أنْ تقومَ القِيامةُ الكُبرى» القيامة قيامتان: قيامةٌ صغرى: وهي الموت، وهذه القيامة تقوم على كلِّ إنسانٍ في خاصَّتِه مِن خروج رُوحه، وانقطاع سعيه، وقيامة كبرى: وهذه تقوم على النَّاس جميعًا، وتأخذهم أَخْذَةً واحدةً، وسُمِّيت قيامة؛ لقيامِ النَّاس من قبورِهم لربِّ العالمين؛ ولهذا قال: «فتُعادُ الأرواحُ إلى الأجساد» وذلك عندما يَنفخُ إسْرافِيلُ في الصُّور، قال تَعالَى: ﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ ٥١ قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ ٥٢ [يس: 51، 52]، وقال تَعالَى: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزُّمَر: 68]، والأرواح: جمع رُوح، وهي ما يحيا به الإِنسَان وغيره من ذوات الأرواح، ولا يعلم حقيقتَها إلا اللهُ. قال تَعالَى: ﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي [الإسراء: 85].


الشرح