×
شرح العقيدة الواسطية

·        مكانة أزواج النَّبِي صلى الله عليه وسلم عند أهل السُّنة والجَماعَة:

ويتولَّون أزواجَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أمهاتِ المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهن أزواجُه في الآخرَة خصوصًا خديجة رضي الله عنها أمُّ أكثر أولاده وأوَّل من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلةُ العاليةُ، والصِّدِّيقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» ([1]).

*****

 ذَكَر الشَّيخُ رحمه الله تَعالَى في هذه الجملة عقيدةَ أهل السُّنة والجَماعَة في أزواج النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقال: «ويتولَّون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم » أي: يحبُّونهنّ ويُوقرونهنّ؛ لأنَّهن «أمهات المؤمنين» في الاحترام والتوقير وتحريم نكاحهن على الأمَّة. أمَّا بقية الأحكام فحكمهنّ حكم الأجنبيات من حيثُ تحريم الخَلْوة بهنّ، والنَّظر إليهنّ، قال تَعالَى: ﴿ ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ [الأحزاب: 6]، وقال تَعالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب: 53]، وقال تَعالَى: ﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡ‍َٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ [الأحزاب: 53]، فهنّ أمهاتُ المؤمنين في الاحترام والتحريم، لا في المحرميَّة.

وقد تُوفي صلى الله عليه وسلم عن تسعٍ وهنَّ: «عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وصفية، وميمونة، وأم حبيبة، وسَودة، وجويرية». وأما خديجة فقد تزوجها قبل النُّبوة ولم يتزوج عليها حتَّى ماتت، وتزوج صلى الله عليه وسلم زينبَ بنت خُزيمة الهلاليَّة ولم تلبثْ إلاَّ يسيرًا ثمَّ تُوفِّيت،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (2431).