الاستدلالُ على إثباتِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه
من السنة
فصل
ثم في سنة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
فالسنةُ تفسرُ القرآنَ وتبيِّنُه وتدل عليه وتعبر عنه.
*****
قولُه: «ثم في سُنَّة رسول الله صلى الله
عليه وسلم » هذا عطفٌ على قولِه فيما سبق: «وقد دخلَ في هذه الجملةِ ما وصف
اللهُ به نفسَه في سورةِ الإخلاص...» إلخ، أي: ودخل فيها ما وصفَ به الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم ربَّه فيما وردت به السنةُ الصحيحة؛ لأن السنةَ هي الأصلُ
الثاني الذي يجبُ الرجوعُ إليه بعد كتابِ اللهِ عز وجل، قال اللهُ تَعالَى: ﴿ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]،
والردُّ إلى الله: هو الرجوعُ إلى كتابِه، والردُّ إلى رسولِ الله صلى الله
عليه وسلم بعد وفاتِه: هو الرجوعُ إلى سنتِه، والسنةُ لغة: الطريقةُ، واصطلاحًا:
هي ما وردَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير.
·
مكانةُ السنة:
قال: «فالسُّنةُ
تفسرُ القرآن» أي: تبينُ معانيه ومقاصدَه، فإنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
يبينُ للناس ما أُنزل إليه، قال الله تَعالَى: ﴿ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾ [النحل: 44].
والسنةُ أيضًا: «تبين القرآن» أي: توضحُ مجملَه؛ كالصَّلاة والصومِ
الصفحة 1 / 220