6-
إثبات محبة الله ومودته لأوليائه على ما يليق بجلاله:
وقوله: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾
[البقرة: 195] ﴿وَأَقۡسِطُوٓاْۖ
إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9] ﴿فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ
لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 7] ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ
وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، وقوله: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي
يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، وقوله: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ
يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ﴾ [المائدة: 54] وقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ
فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ﴾ [الصف: 4] وقوله: ﴿وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ﴾
[البروج: 14].
*****
تنبيه: تجتمعُ الإرادتان الكونية
والشرعية في حقِّ المخلِص المطيع، وتنفرِدُ الإرادة الكونية في حقَّ العاصي.
تنبيه آخر: من لم يثبتْ
الإرادتين ويفرق بينهما فقد ضل، كالجبريةِ والقدرية؛ فالجبريةُ: أثبتوا الإرادةَ
الكونيةَ فقط، والقدريةُ: أثبتوا الإرادةَ الشرعيةَ فقط، وأهلُ السنة: أثبتوا
الإرادتين وفرقوا بينهما.
لما ذكر الشيخُ رحمه
الله الآياتِ التي تدل على إثباتِ المشيئةِ والإرادةِ ذكر الآياتِ على إثباتِ
المحبةِ لله سبحانه، وفي ذلك الردُّ على من سوَّى بين المشيئة والمحبة، وقال: إنهما
متلازمان، فكلُّ ما شاء الله فقد أحبَّه، وقد قدمنا أن في ذلك تفصيلاً، فقد يشاء
الله ما لا يحبه؛ ككفر الكافر وسائر المعاصي، وقد يشاء ما يحب؛ كالإِيمَان وسائر
الطاعات.
وقوله تَعالَى: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ﴾ هذا أمرٌ من الله تَعالَى بالإحسان، وهو: الإتيانُ بالعملِ على أحسنِ
أحوالِه وأكملِها، والإحسانُ هو أعلى
الصفحة 1 / 220