مقاماتِ الطاعة،﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ هذا تعليلٌ للأمرِ بالإحسان، فهو أمر به؛ لأنه
يحبه ويحب أهله، فيكون ذلك حافزًا على امتثال الأمر به.
وقوله تَعالَى: ﴿وَأَقۡسِطُوٓاْۖ﴾ أمْر بالإقساط،
وهو: العدل في المعاملات والأحكام مع القريب والبعيد، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ تعليل للأمر
بالإقساط، فهو أمر به؛ لأنه ﴿ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ أي: العادلين، ومحبته
سبحانه لهم تستلزم أن يجزيهم أحسن الجزاء.
وقوله تَعالَى: ﴿ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ
لَهُمۡۚ ﴾ أي: ما استقام لكم
المشركون على العهد فلم ينقضوه فاستقيموا على الوفاء لهم فلا تقاتلوهم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ تعليلٌ للأمرِ
بالاستقامةِ على العهد، فهو أمر بها؛ لأنها من أعمال المتقين الذين يحبهم الله،
وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الوفاءَ بالعهدِ والاستقامةَ عليه من أعمالِ المتقين،
والتقوى: هي التحرُّزُ بطاعةِ الله عن معصيتِه رجاءَ ثوابِه وخوفًا من عقابه.
وقوله تَعالَى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ ﴾ التوابين: جمع تواب، صيغة مبالغة من التوبة، وهي لغة: الرجوع، وشرعًا: الرجوع عن الذنب، هذا تفسيرُها في حقِّ العبد، وأما في حقِّ الله: فالتوابُ من أسماءِ الله تَعالَى، قال ابن القَيِّم: «العبدُ تواب، واللهُ تواب، فتوبةُ العبدِ رجوعُه إلى سيدِه، وتوبةُ الله نوعان: إذْنٌ وتوفيق، وقبولٌ واعتداد».