×
شرح العقيدة الواسطية

8- إثباتُ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم يومَ القيامة:

وقوله: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ,فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا» ([1]) متفق عليه.

*****

 قولُه: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ» الخطاب للمؤمنين، والسين للتنفيس، ويراد بها التأكيد، وقوله: «تَرَوْنَ رَبَّكُمْ» أي: تعاينونه بأبصاركم، والأحاديثُ الواردةُ بإثباتِ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم متواترة.

قولُه: «كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» أي: ليلة كمالِه، وهي الليلةُ الرابعةُ عشرة من الشهر، فإنه في تلك الليلة يكون قد امتلأ نورًا، والمراد من هذا التشبيه تحقيقُ الرؤية وتأكيدها، ونفيُ المجاز عنها، وهو تشبيهٌ للرؤيةِ بالرؤيةِ لا تشبيه للمرئي بالمرئي؛ لأنه سبحانه: ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11].

وقولُه: «لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ» بضم التاء وتخفيف الميم، أي: لا يَلحقُكم ضَيْم، أي: ظلم بحيث يراه بعضكم دون بعض، وروي بفتح التاء وتشديد الميم، من التضامّ، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض لأجل رؤيته، والمعنى على هذه الرواية: لا تجتمعون في مكانٍ واحدٍ لرؤيتِه فيحصُلُ بينكم الزحام، والمعنى على الروايتين: أنكم ترونه رؤية محققة، كل منكم يراه وهو في مكانه.

وقوله: «فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا» أي: لا تصيروا مغلوبين «عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» وهي صلاة الفجر «وَصَلاَةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا» وهي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (554)، ومسلم رقم (633).