×
شرح العقيدة الواسطية

·        حوضُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ومكانُه، وصفاتُه:

وفي عَرَصَاتِ القيامة الحوضُ المَوْرُودُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ماؤُه: أشدُّ بياضًا من اللَّبنِ، وَأحلى مِن العسل. آنيتُه عددُ نجومِ السَّماء. طُولُه شَهرٌ، وعَرضُه شهرٌ. مَن يَشربْ منه شَربةً لا يَظمأُ بعدها أبدًا.

*****

 5- ممَّا يُوجد في القيامةِ حوضُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره الشَّيخُ هُنا وبيَّن أوصافَه فقال: «وفي عَرَصَاتِ القِيامةِ الحوضُ المَورودُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم » كما ثَبتَ ذلك عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قال الإمامُ ابن القَيِّم: وقد رَوَى أحاديثِ الحوضِ أربعونَ صحابيًّا، وكثيرٌ منها أو أكثرُها في الصَّحيحِ. انتهى. وتقدَّم بيانُ معنى العَرَصَاتِ.

و«الحَوضُ» لغة: مَجْمعُ الماء، وقد أجمعَ أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة على إثبات الحوض، وخالفتْ في ذلك المعتزلةُ؛ فلم تَقلْ بإثباتِه، وَأَوَّلُوا النُّصوصَ الوَاردةَ فيه، وأَحَالُوها عن ظاهرِها، ثمَّ ذَكَرَ الشَّيخُ رحمه الله أوصافَ الحوضِ فقال: «ماؤُه أشدُّ بَياضًا مِن اللَّبنِ..» إلخ، وهذه الأوصافُ ثابتةٌ في الأحاديثِ، كحديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ المُتَّفقِ عليه. قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدًا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه البخاري رقم (6579)، ومسلم رقم (2292).