·
ما يدخل في الإِيمَان باليوم الآخر:
1- ما يكون في القبر:
قال رحمه الله:
فصلٌ
ومِن الإِيمَان باليومِ الآخر الإِيمَان بكلِّ
ما أَخبَرَ به النَّبِي صلى الله عليه وسلم ممَّا يكونُ بعد الموتِ، فيؤمنون
بفتنةِ القبر، وبعذابِ القبرِ ونعيمِه. فأمَّا الفتنةُ: فإنَّ النَّاس يُفتنونَ في
قبورهم، فيُقالُ للرجل: مَن ربُّك؟ وما دينُك. ومَنْ نبيُّك؟ فَيُثَبِّتُ اللهُ
الَّذين آمنوا بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرَة. فيقولُ المؤمن:
ربِّيَ اللهُ، والإِسْلام ديني، ومُحمَّد صلى الله عليه وسلم نَبِيِّي. وأمَّا
المُرتَابُ فيقول: هَاهْ هَاهْ، لا أدري، سمعت النَّاس يقولون شيئًا فقلته.
فيُضرَبُ بمِرْزَبَةٍ مِن حديد، فيَصيحُ صيحةً يَسمعُها كُلُّ شيءٍ إلاَّ
الإِنسَان، ولو سمعها الإِنسَان لَصَعِقَ. ثمَّ بعد هذه الفتنةِ إمَّا نعيمٌ
وإمَّا عذابٌ.
*****
اليوم الآخر: هو يومُ القيامة، والإِيمَان به أحدُ أركانِ الإِيمَان، وقد دلَّ عليه العقلُ والفطرةُ، وصرَّحت به جميعُ الكُتبِ السَّماويِّةِ، ونادى به جميعُ الأنبياء والمرسلين، وسُمِّي باليوم الآخر؛ لتأخُّره عن الدُّنيا، وقد ذكر الشَّيخ رحمه الله هنا ضابطًا شاملاً لمعنى الإِيمَان باليوم الآخر بأنَّه الإِيمَان بكلِّ مَا أَخبَر به النَّبِي صلى الله عليه وسلم ممَّا يكونُ بعد الموت، فيَدخُلُ فيه الإِيمَان بكلِّ ما دلَّت عليه النُّصوصُ، من حالة
الصفحة 1 / 220