12-
إثبات العينين لله تَعالَى:
وقوله: ﴿وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ
بِأَعۡيُنِنَاۖ ﴾ [الطور: 48]، ﴿ وَحَمَلۡنَٰهُ
عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَٰحٖ وَدُسُرٖ ١٣ تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ ١٤﴾
[13، 14]، ﴿ وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي
وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ﴾ [طه: 39].
*****
﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ
شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11]، وفي
ذلك الردُّ على من نفَى اليدين الحقيقيتين عن الله، وزعمَ أنَّ المرادَ باليدِ
القدرةُ أو النعمة، وهذا تأويلٌ باطلٌ وتحريفٌ للقرآن الكريم.
فليس المرادُ باليدِ
القدرة والنعمة، إذ لو كان المرادُ باليدِ القدرة -كما يقولون- لبطَلَ تخصيص آدم
بخلقِه بهما، فإن جميعَ المخلوقات -حتى إبليس- خُلقت بقدرته، فأيُّ مَزِيَّة لآدم
على إبليس في قوله: ﴿
لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ﴾! فكان يمكن لإبليس أن يقول:
وأنا خلقتني بيديك إذا كان المراد بها القدرة، وأيضًا لو كان المرادُ باليدِ
القدرة لوجب أن يكونَ لله قدرتان، وقد أجمعَ المسلمون على بُطلان ذلك، وأيضًا لو
كان المرادُ باليدِ النعمةَ لكان المعنى أنه خلقَ آدم بنعمتين، وهذا باطل؛ لأن
نعمَ اللهِ كثيرةٌ لا تُحصى وليست نعمتين فقط.
﴿وَٱصۡبِرۡ﴾ الصبر لغة:
الحبس والمنع، فهو: حبسُ النفْسِ عن الجزع، وحبسُ اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس
الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب.
﴿لِحُكۡمِ رَبِّكَ﴾ أي: لقضائِه الكوني
والشرعي.
﴿فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ﴾ أي: بمرأَى منا
وتحت حفظنا، فلا تُبالِ بأذى الكفار فإنهم لا يصلون إليك.
الصفحة 1 / 220