وهو
الإِيمَان بالله، وملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، والبعثِ بعد الموت، والإِيمَان
بالقدر خيره وشره.
*****
«وهو» أي: اعتقاد الفِرقة النَّاجيَة.
«الإِيمَان» الإِيمَان معناه
لغة: التصديق، قال الله تَعالَى في الآية (17) من سورة يوسف:﴿ وَمَآ أَنتَ
بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا﴾ [يوسف: 17] أي: مُصدِّق، وتعريفه شرعًا: أنه قول
باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
وقوله: «بالله،
وملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، والبعثِ بعد الموت، والإِيمَان بالقدرِ خيرِه وشرِّه» هذه هي أركانُ
الإِيمَان الستةِ التي لا يصِحُّ إيمانُ أحدٍ إلا إذا آمن بها جميعًا على الوجهِ
الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة، وهذه الأركان هي:
1- الإِيمَان
بالله: وهو الاعتقادُ الجازمُ بأنه ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكه، وأنه متصِفٌ بصفاتِ
الكمالِ مُنزَّهٌ عن كلِّ عيبٍ ونَقْص، وأنه المستحِقُّ للعبادة وحده لا شريك له. والقيام
بذلك علمًا وعملاً.
2- الإِيمَان
بالملائكة: أي التصديق بوجودهم، وأنهم كما وصفهم اللهُ في كتابِه كما في الآية
(26، 27) من سورة الأنبياء: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ
ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦ لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ
٢٧﴾، وقد دلَّ الكتابُ
والسنةُ على أصنافِ الملائكةِ وأوصافِهم، وأنهم موكلون ٍبأعمالٍ يؤدونها كما
أمرَهم الله، فيجبُ الإِيمَان بذلك كلِّه.
3- الإِيمَان بالكتب: أي التصديق بالكتبِ التي أنزلها اللهُ على رسلِه، وأنها كلامُه، وأنها حقٌّ ونُور وهُدى، فيجبُ الإِيمَان بما سمَّى
الصفحة 1 / 220