×
شرح العقيدة الواسطية

·        القَنْطَرةُ بين الجنَّة والنَّار:

فمَن مرَّ على الصِّراطِ دخل الجنَّةَ، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرةٍ بين الجنَّة والنَّار فيُقتصُّ لبعضهم من بعض، فإذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أُذِنَ لهم في دخول الجنَّة.

*****

 7- ذكر الشَّيخُ رحمه الله ممَّا يكونُ يومَ القيامة الوقوفُ على القنطرة، فقال: «فمن مرَّ على الصِّراط» أي: تجاوزه وَسَلِمَ من السُّقوط في جهنَّم «دخل الجنَّة»؛ لأنَّ مَن نجا من النَّار دخل الجنَّة، قال تَعالَى: ﴿ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ [آل عمران: 185]، وقال تَعالَى: ﴿ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ [الشورى: 7].

لكن قبل دخولِ الجنَّةِ لا بُدَّ من إجراء القصاصِ بين المؤمنين؛ حتَّى يدخلوا الجنَّةَ وهم على أكملِ حالة، قد خُلِّصوا مِن المظالم، وهذا ما أشار إليه الشيخ بقوله: «إذا عبروا» أي: تجاوزوا الصِّراط، ونجَوْا من السُّقوط في النار. «وقفوا على قنطرة»: هي الجسرُ وما ارتفع من البنيان، وهذه القنطرةُ قيل: هي طرفُ الصِّراطِ مما يلي الجنَّة، وقيل: هي صراطٌ آخرٌ خاصٌّ بالمؤمنين.

«فيُقْتَصُّ لبعضهم من بعض» أي: يجري بينهم القصاصُ في المظالم فيُؤخذ للمظلوم حقَّه ممَّن ظلمه «فإذا هُذِّبُوا وَنُقُّوا» أي: خُلِّصوا من التبعاتِ والحقوق. «أُذِن لهم في دخول الجنَّة» وقد ذهب ما في قلوبِ بعضِهم على بعض من الغلِّ، كما قال تَعالَى: ﴿ وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ [الحِجر: 47].


الشرح