2-
الجمع بين عُلوّه وقُربه وأزليته وأبديته:
وقوله سبحانه: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: 3].
*****
تُصْبِحَ...» الحديث ([1]). والشيطان: يطلق
على كل مُتمرّد عاتٍ من الجن والإنس، مِن شَطَن إذا بَعُد، سمي بذلك؛ لبعده عن
رحمة الله، أو مِن شاط يَشيط إذا اشتدّ.
قوله: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ﴾ الآية، هذه الآيةُ
الكريمةُ قد فسَّرها النَّبِي صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الذي رواه مسلم أنه
صلى الله عليه وسلم قال: «اللهُمَّ أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ
شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ
فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([2]).
فقد فسَّر النَّبِي
صلى الله عليه وسلم هذه الأسماء الأربعة بهذا التفسير المختصر الواضح، وفي هذه
الأسماءِ المباركةِ إحاطته سبحانه من كل وجه، ففي اسمِه الأول والآخر إحاطته
الزمانية، وفي اسمِه الظاهر والباطن إحاطتُه المكانية.
قال الإمامُ ابنُ القَيِّم رحمه الله: «فهذه الأسماءُ الأربعةُ متقابلة: اسمان لأزليته وأبديته سبحانه، واسمان لعلوه وقربه، فأوليتُه سبحانه سابقةٌ على أوَّلِيَّة كل ما سواه، وآخريتُه سبحانه ثابتةٌ بعد آخريةِ كلِّ ما سواه، وآخريتُه بقاؤه بعد كلِّ شيء، وظاهريتُه فوقيتُه وعلوه على كلِّ شيء،
الصفحة 1 / 220