وقوله
سبحانه: ﴿وَتَوَكَّلۡ
عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58]، وقوله: ﴿ وَهُوَ
ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1].
*****
ومعنى الظهور يقتضي
العلو، وظاهرُ الشيءِ ما علا منه، وبطونُه سبحانه إحاطتُه بكلِّ شيءٍ بحيث يكونُ
أقربَ إليه من نفسِه، وهذا قرب الإحاطة العامة». اهـ.
وقوله تَعالَى: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ أي: قد أحاط علمُه
بكلِّ شيءٍ من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة، ومن العالم العلوي والسفلي،
ومن الظواهر والبواطن لا يعزُبُ عن علمِه مثقالُ ذرةٍ في الأرضِ ولا في السماء.
والشاهدُ من الآيةِ
الكريمة: إثباتُ هذه الأسماءِ الكريمة لله المقتضيةِ لإحاطتِه بكلِّ شيءٍ زمانًا
ومكانًا واطلاعًا وتقديرًا وتدبيرًا، تَعالَى وتقدس علوًّا كبيرًا.
﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ أبدًا، أي: فوِّض أمورَك إليه، فالتوكلُ لغةً: التفويض، يقال: وكَلت أمري إلى فلان، أي: فوضته، ومعناه شرعًا: اعتمادُ القلبِ على اللهِ في جلبِ ما ينفعُ ودفعِ ما يضر، والتوكلُ على اللهِ نوعٌ من أنواعِ العبادة، وهو واجب، ولا ينافي الأخذَ بالأسباب، بل يتفقُ معه تمامًا، وخص صفة الحياة إشارة إلى أن الحيَّ هو الذي يُوثق به في تحصيل المصالح، ولا حياة على الدوام إلا به سبحانه، وأما الأحياءُ المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ماتوا ضاع من يتوكل عليهم.