والشاهدُ من الآية الكريمة: أنَّ فيها إثباتَ الحياةِ الكاملةِ لله سبحانه، ونفي الموت عنه، ففيها
الجمع بين النفي والإثبات في صفات الله تَعالَى.
وقوله: ﴿وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ﴾ له معنيان؛ أحدهما:
أنه الحاكمُ بين خلقِه بأمرِه الكوني وأمره الشرعي في الدنيا والآخرَة. والثاني:
أنه المحكِم المتقن للأشياء، مأخوذ من الحكمة، وهي وضع الأشياء في مواضعها، فهو
سبحانه الحاكم بين عباده الذي له الحكمة في خلقِه وأمرِه، لم يخلقْ شيئًا عبثًا،
ولم يشرَعْ إلا ما هو عين المصلحة.
﴿ٱلۡخَبِيرُ﴾ من الخِبرة، وهي
الإحاطةُ ببواطنِ الأشياءِ وظواهرِها، يقال: خبُرتُ الشيءَ إذا عرفته على حقيقته؛
فهو سبحانه الخبير، أي: الذي أحاط ببواطن الأشياء وخفاياها، كما أحاط بظواهرها.
والشاهدُ من الآية: أنَّ فيها إثباتَ اسمين من أسمائِه سبحانه: الحكيم، والخبير، وهما يتضمنان صفتين من صفاتِه، وهما: الحكمة، والخبرة.
الصفحة 3 / 220
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد