وما
وصف الرَّسُول به ربَّه عز وجل من الأحاديثِ الصِّحاح التي تلقّاها أهلُ المعرفة
بالقَبول وجَب الإِيمَان بها كذلك.
*****
والحجِّ والزكاةِ
وغالبِ الأحكامِ التي تأتي مجملةً في القرآنِ وتبينُها السنة النبوية.
والسُّنةُ أيضًا: «تدلُّ على
القرآنِ وتعبرُ عنه» أي: تدل على ما دلَّ عليه القرآنُ وتعبر عما عبر عنه
القرآن، فتكونُ موافقةً للقرآن، فيكونُ الحُكم مما دلَّ عليه الكتابُ والسُّنة،
كأسماءِ اللهِ وصفاتِه.
قولُه: «وما وصف...»
إلخ مبتدأ خبره قوله: «وجب الإِيمَان بها كذلك» أي: كما يجبُ الإِيمَان بما
وصفَ اللهُ به نفسَه في القرآنِ الكريم؛ لأن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كما وصفه
ربه عز وجل بقوله: ﴿ وَمَا
يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا
وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3، 4]، فالسنةُ
التي نطق بها الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وحي من الله، كما قال تَعالَى: ﴿ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ [النساء: 113]،
فالكتاب: هو القرآن، والحكمةُ: هي السنة، فيجبُ الإِيمَان بما وردَ في السنة، لا
سيما في بابِ الاعتقاد، قال تَعالَى: ﴿ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7].
لكن لا بد في قبولِ
الحديثِ والإِيمَان به من ثبوتِه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الشيخُ
رحمه الله: «من الأحاديث الصحاح» والصِّحاح: جمعُ صحيح، والحديثُ الصحيح:
هو ما نقله راوٍ عَدْلٌ تامُّ الضبطِ عن مثلِه من غيرِ شذوذ ولا عِلة، فهو ما
اجتمع فيه خمسةُ شروط:
1- عدالةُ الرواة.
2- ضبطُهم.
الصفحة 2 / 220