×
شرح العقيدة الواسطية

«الحديث» منصوب بفعل مقدر، أي: أَكملِ الحديثَ؛ لأن المصنِّفَ اقتصرَ على الشاهد منه، وهو إثباتُ الفرحِ للهِ سبحانه على ما يليقُ بجلالِه، وهو صفةُ كمالٍ لا يُشبهُه فرحُ أحدٍ من خلقِه، بل هو كسائرِ صفاتِه، وهو فرحُ إحسانٍ وبرٍّ ولطفٍ، لا فرحَ محتاجٍ إلى توبةِ عبدِه ينتفع بها، فإنه سبحانه لا تنفعُه طاعةُ المطيع ولا تضرُّه معصيةُ العاصي.

وقولُه صلى الله عليه وسلم: «يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ...» إلخ. قد بين النَّبِي صلى الله عليه وسلم في آخرِ الحديثِ سببَ ذلك في قولِه: «يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل فَيُسْتَشْهَدُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى الْقَاتِلِ، فَيُسْلِمُ، فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل فَيُسْتَشْهَدُ» وهذا من كمالِ إحسانِ اللهِ سبحانه وسِعةِ رحمتِه، فإنَّ المسلمَ يقاتلُ في سبيلِ اللهِ فيقتلُه الكافر، فيكرمُ اللهُ المسلمَ بالشهادة، ثم يَمُنُّ اللهُ على ذلك الكافرِ القاتلِ فيهديه للإسلام، فيدخلان الجنةَ جميعًا، فهذا أمرٌ عجيب، والضحكُ يكونُ من الأمورِ المُعجَبة التي تخرج عن نظائرِها.

والشاهدُ من الحديث: إثباتُ الضحِكِ للهِ سبحانه، وهو صفةٌ من صفاتِه الفعليةِ التي نثبتُها له على ما يليقُ بجلالِه وعظمتِه ليس كضحِكِ المخلوق.


الشرح