فليس من أهلِ
السُّنَّة والجَماعَة، وهذا هو مقتضى النُّصوص، كما في حديثِ جبريلِ حين سألَ
النَّبِي صلى الله عليه وسلم عن الإِيمَان، فقال: «الإِيمَان: أَنْ تُؤْمِنَ
بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ،
وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]). فجعل صلى الله
عليه وسلم الإِيمَان بالقدر سادسَ أركان الإِيمَان؛ فمن أنكره فليس بمؤمن، كما لو
لم يؤمن بغيره من أركان الإِيمَان.
وقوله: «والإِيمَان
بالقدرِ على درجتين..» إلخ، وذكر الشَّيخُ رحمه الله هنا: أنَّ الإِيمَان
بالقدرِ يشتملُ على أربعِ مراتبَ، هي إجمالاً كما يلي:
الأولى: علمُ اللهِ
الأزليُّ بكلِّ شيء، ومن ذلك علمُه بأعمالِ العبادِ قبلَ أن يعملوها.
الثَّانية: كتابةُ ذلك في اللَّوحِ
المحفوظ.
الثَّالثة: مشيئتُه الشَّاملةُ
وقدرتُه التَّامَّةُ لكلِّ حَادِث.
الرَّابعة: إيجادُ اللهِ
لكلِّ المخلوقات، وأنَّه الخالق وما سواه مخلوق.
هذا مجملُ مراتبِ القدر، وإليك بيانها بالتَّفصيل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4777)، ومسلم رقم (8).
الصفحة 2 / 220