النوعُ الثاني: تحريفُ المعنى،
وهو: العدولُ به عن وجهِه وحقيقتِه، وإعطاءُ اللفظِ معنى لفظ آخر، كقول المبتدعة:
إن معنى الرحمةِ إرادةُ الإنعام، وإن معنى الغضبِ إرادةُ الانتقام.
والتعطيلُ: لغة: الإخلاء، يقال:
عطله، أي: أخلاه، والمراد به هنا نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى.
والفرقُ بين
التحريفِ والتعطيل: أنَّ التحريفَ، هو: نفيُ المعنى الصحيحِ الذي دلتْ
عليه النصوصُ واستبدالُه بمعنى آخر غير صحيح، والتعطيل: هو نفي المعنى الصحيح من
غيرِ استبدالٍ له بمعنى آخر، كفعلِ المفوضة؛ فكلُّ محرِّفٍ معطِّل، وليس كل معطِّل
محرفًا.
والتَّكْييف: هو تعيينُ كيفيةِ
الصفة، يقال: كيَّف الشيء إذا جعل له كيفية معلومة؛ فتكييفُ صفاتِ الله هو تعيينُ
كيفيتِها والهيئة التي تكون عليها، وهذا لا يمكن للبشر؛ لأنها مما استأثر اللهُ
تَعالَى بعلمِه، فلا سبيلَ إلى الوصول إليه؛ لأن الصفةَ تابعةٌ للذات، فكما أنَّ
ذات الله لا يمكن للبشر معرفة كيفيتها، فكذلك صفته سبحانه لا تعلم كيفيتها؛ ولهذا
لما سُئِل الإمامُ مالك رحمه الله، فقيل له: ﴿ ٱلرَّحۡمَٰنُ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5] كيف استوى؟ فقال:
الاستواءُ معلوم، والكيفُ مجهول، والإِيمَان به واجب، والسؤالُ عنه بدعة. وهذا
يقالُ في سائرِ الصفات.
والتمثيلُ: هو التشبيهُ بأن يقال: إنَّ صفاتِ الله مثلُ صفاتِ المخلوقين، كأن يقال: يدُ اللهِ كأيدينا وسمعُه كسمعِنا -تَعالَى الله عن ذلك- قال تَعالَى في الآية (11) من سورة الشورى: ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ