×
شرح العقيدة الواسطية

بل يؤمنون بأن اللهَ سبحانه ليس كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصير؛ فلا يَنفُون عنه ما وصفَ به نفسه، ولا يُحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعِه.

*****

شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ، فلا يقالُ في صفاتِه: إنها مثل صفاتنا أو شبه صفاتنا أو كصفاتنا، كما لا يقال: إنَّ ذاتَ اللهِ مثلُ أو شبه ذواتِنا، فالمؤمنُ الموحِّدُ يُثبِتُ الصفاتَ كلَّها على الوجهِ اللائقِ بعظمةِ الله وكبريائِه، والمعطلُ ينفيها أو ينفي بعضَها، والمُشَبِّهُ المُمَثِّلُ يُثبتُها على وجهٍ لا يليقُ بالله، وإنما يليقُ بالمخلوق. 

لما ذكر المصنفُ رحمه الله أنَّ الواجبَ هو الإِيمَان بصفاتِ اللهِ الثابتةِ في الكتابِ والسنةِ من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيل، ومن غيرِ تكييفٍ ولا تمثيل - بيَّن موقفَ أهلِ السُّنةِ والجَماعَة من ذلك، وهو أنهم يؤمنون بتلك الصفات على هذا المنهجِ المستقيم، فيُثبتونها على حقيقتِها نافينَ عنها التمثيل؛ فلا يعطِّلون ولا يمثِّلون على وِفْقِ ما جاء في قوله تَعالَى في الآية (11) من سورة الشورى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ؛ فقوله تَعالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ ردٌّ على الممثِّلة، وقوله: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ردٌّ على المعطِّلة؛ لأن فيه إثباتَ السمعِ والبصر.

فالآيةُ الكريمةُ دستورٌ واضحٌ في بابِ الأسماءِ والصفات؛ لأنها جمعتْ بين إثباتِ الصفات لله ونفي التمثيلِ عنها، وسيأتي تفسيرُها إن شاء الله.


الشرح