×
شرح العقيدة الواسطية

ولا يُلْحِدون في أسماءِ اللهِ وآياته، ولا يُكَيِّفون، ولا يمثِّلون صفاته بصفات خلقه؛

*****

 وقولُه: «فلا يَنفُون عنه ما وصف به نفسه» أي: لا يَحملُ أهلَ السنة والجَماعَة إيمانُهم بأنَّ اللهَ ليس كمثله شيء على أن يَنفوا عنه ما وصف به نفسه، كما يفعل ذلك الذين غَلَوْا في التنزيه حتى عطلوه من صفاتِه بحجةِ الفِرار من التمثيلِ بصفاتِ المخلوقين؛ فأهلُ السُّنةِ يقولون: لله سبحانه صفاتٌ تخصُّه وتليقُ به، وللمخلوقين صفاتٌ تخصُّهم وتليقُ بهم، ولا تَشَابه بين صفاتِ الخالقِ وصفاتِ المخلوق، فلا يلزمُ هذا المحذور الذي ذكرتم أيها المعطِّلة.

وقوله: «ولا يحرفون الكلمَ عن مواضعِه» تقدمَ بيانُ معنى التحريف، أي: لا يغيرون كلامَ الله فيبدلون ألفاظَه أو يغيرون معانيه فيفسرونه بغيرِ تفسيره، كما يفعلُ المعطِّلة الذين يقولون في: ﴿ ٱسۡتَوَىٰ استولى، وفي: ﴿ وَجَآءَ رَبُّكَ جاء أمرُ ربِّك، ويُفسِّرون رحمةَ الله بـ: إرادة الإنعام، ونحو ذلك.

«ولا يُلْحِدون في أسماء الله وآياته» الإلحادُ لغةً: الميل والعدول عن الشيء، ومنه اللَّحْدُ في القبر، سُمي بذلك؛ لميله وانحرافه عن سَمْت الحفر إلى جهة القبلة، والإلحاد في أسماء الله وآياته، هو: العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى الباطل.

·        والإلحادُ في أسماءِ اللهِ وصفاته أنواع:

النوعُ الأول: أن تُسمى الأصنامُ بها، كتسميةِ اللاَّت من الإله، والعُزَّى من العزيز، ومنَاة من المنّان.


الشرح