×
شرح العقيدة الواسطية

«وأوَّلُ من يدخلُها مِن الأمم أمَّته»؛ وذلك لفضلِها على سَائرِ الأمم.

ودليلُ ذلك ما في حديثِ أبي هريرةَ الَّذي رواه مُسلمٌ من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» ([1]).

قوله: «وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شَفَاعات» الشفاعات: جمع شفاعة، والشفاعة لغة: الوسيلة. وعُرْفًا: سؤال الخير للغير. مُشتقة من الشَّفعِ الَّذي هو ضدُّ الوتر. فكأنَّ الشَّافعَ ضَمَّ سؤالَه إلى سؤال المشفوع له بعد أن كان منفردًا.

وقولُ الشَّيخِ رحمه الله: «وله صلى الله عليه وسلم في القيامةِ ثلاثُ شفاعات» بيانٌ للشفاعات التي يقوم بها النَّبِي صلى الله عليه وسلم في يومِ القيامةِ بإذن اللهِ تَعالَى. هكذا ذكرَ الشَّيخُ رحمه الله أنواعَ الشفاعة هنا مختصَرةً. وهي على سبيل الاستقصاء ثمانيةُ أنواعٍ: منها ما هو خاصٌّ بالنَّبِي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما هو مُشترَك بينه وبين غيره.

الشَّفاعةُ الأولى: الشَّفاعة العظمى -وهي: المقامُ المحمود- وهي أنْ يشفعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أن يَقضيَ اللهُ سبحانه بين عبادِه بعد طولِ الموقفِ عليهم، وبعد مراجعتِهم الأنبياءِ للقيام بها، فيقوم بها نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بعد إذن ربِّه.

الشَّفاعةُ الثَّانية: شفاعتُه صلى الله عليه وسلم في دخولِ أهلِ الجنَّة بعد الفراغِ من الحساب.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (855).