[آل عمران: 110]، والمعروف: هو اسم جامع لكل ما
يحبُّه الله من الإِيمَان والعمل الصَّالح. والمنكر: اسم جامع لكل ما يكرهه الله
وينهى عنه.
«على ما توجبه
الشَّريعة» أي: باليدِ ثمَّ باللِّسانِ ثمَّ بالقلب، تبعًا للقدرةِ والمصلحة. خلافًا
للمعتزلةِ الَّذين يخالفون ما توجِبُه الشريعةُ في هذا؛ فيرون أنَّ الأمرَ
بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ هو الخروجُ على الأئمة.
قوله: «ويرون إقامةَ
الحجِّ والجُمَعِ والأعيادِ مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجَّارًا» أي: ويعتقد
أهل السُّنة وجوب إقامة هذه الشَّعائر مع ولاة أمور المسلمين «أبرارًا كانوا أو
فجَّارًا» أي: سواء كانوا صالحين مستقيمين أو فُسَّاقًا، فِسْقًا لا يُخرجهم
عن الملَّة.
وذلك لأنَّ غرض
المسلمين من ذلك هو جمع الكلمة، والابتعاد عن الفرقة والخلاف، ولأنَّ الوالي
الفاسق لا ينعزل بفسقه، ولا يجوز الخروج عليه؛ لِما يترتب على ذلك من ضياع الحقوق
وإراقة الدماء.
قال شيخُ الإِسْلام
ابنُ تيْميَّة رحمه الله: «ولعله لا يكادُ يُعرَف طائفةٌ خرجتْ على ذي سلطانٍ إلا
وكان في خروجِها من الفسادِ أكثر من الَّذي في إزالتِه». اهـ.
وأهلُ السُّنةِ
يخالفون في ذلك أهلَ البِدَع: من الخَوارِج، والمعتزلة، والشِّيعة، الَّذين يرون
قتالَ الولاة، والخروج عليهم إذا فعلوا ما هو ظلمٌ أو ظنُّوه ظلمًا، ويرون ذلك من
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقوله: «ويحافظون على الجماعات» أي: ومن صفاتِ أهلِ السُّنة: