أنَّهم يحافظون على حضور صلاة الفريضة مع
الجَماعَة جُمُعة أو غيرها؛ لأنَّ ذلك من أعظمِ شعائرِ الإِسْلام، وطاعةٌ لله
ورسوله في ذلك. خلافًا للشِّيعة، الَّذين لا يرون الصَّلاة إلا مع الإمام المعصوم.
وخلافًا للمنافقين، الَّذين يتخلَّفون عن صلاة الجَماعَة. وقد وردت أحاديثُ في فضل
صلاة الجَماعَة، والأمر بها والنهي عن تركها، ليس هذا موضع ذكرها.
قوله: «ويَدِينُون
بالنَّصيحةِ للأمَّة» أي: يرونها من الدِّين. وأصلُ النُّصحِ في اللُّغة:
الخُلُوص، وشرعًا: هي إرادةُ الخيرِ للمنصوح له، وإرشادِه إلى مصالحِه. فأهلُ
السُّنةِ يريدون الخيرَ للأمَّة، ويرشدونها إلى ما فيه صلاحُها.
ومن صفاتِ أهلِ
السُّنة: التَّعاونُ على الخير، والتَّألُّم لألمِ المصابين منهم، فهم «يعتقدون
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ
بَعْضُهُ بَعْضًا» ([1]) وشبَّك بين
أصابِعه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ
وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بالْحُمَّى والسَّهَرِ» ([2]).
فالحديثان يمثلان ما ينبغي أن يكونَ عليه المسلمون من تعاونٍ وتراحم. وأهلُ السُّنةِ يعملون بمقتضاهما وقوله: «الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ»، وقوله: «مثل المؤمنين» المراد بالإِيمَان هنا: الإِيمَان الكامل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (481)، ومسلم رقم (2585).