«كَالْبُنْيَانِ»، هذا التَّمثيل
يُقصد منه التقريب للفَهم «يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» بيان لوجهِ الشَّبه «وشبَّك
بين أصابعه» تمثيل آخر يُقصدُ منه التَّقريبُ للفَهم. قوله: «كمَثَلُ
الْجَسَدِ الواحد» أي: بالنِّسبة إلى جميعِ أعضاءِه من حيث الشُّعورِ
بالرَّاحة أو التَّعب «توادّهم» أي: محبَّة بعضهم لبعض «تَعَاطُفِهِمْ»
أي: عطف بعضهم على بعض «إِذَا اشْتَكَى»: تألَّم «تَدَاعَى» شارك
بعضه البعض الآخر في الألم «سَائِرُ الْجَسَدِ» باقيه «بالْحُمَّى»
ما ينشأُ عن الألمِ من حرارةِ الجسم «السَّهر»: عدم النَّوم.
وهذا الحديثُ خبرٌ
معناه الأمر، أي كما أنَّه إذا تألَّم بعضُ جسدِه سرى ذلك الألمُ إلى جميعِ جسدِه،
فكذا المؤمنون؛ ليكونوا كنفسٍ واحدةٍ إذا أصاب أحدَهم مصيبةٌ يغتمُّ جميعُهم،
ويعملون على إزالتِها، وفي هذا التَّشبيه تقريبٌ للفَهم، وإظهارُ المعاني في
الصُّور الحسية.
ومن صفاتِ أهلِ
السُّنة: ثباتُهم في مواقفِ الامتحان «يأمرون بالصَّبرِ عند البلاء» الصَّبر:
لغة: الحبس، ومعناه هنا: حبسُ النَّفسِ عن الجزع، وحبسُ اللِّسانِ عن التَّشكِّي
والتَّسخُّط، وحبسُ الجوارحِ عن لطمِ الخدودِ وشقِّ الجيوب.
«البلاء»: الامتحانُ بالمصائبِ والشدائد «والشُّكر عند الرخاء» الشُّكر: فعل يُنبئُ عن تعظيمِ المنعِم؛ لكونه مُنعمًا، وهو صرفُ العبدِ ما أنعم اللهُ به عليه في طاعتِه. «الرَّخاء»: اتِّساع النِّعمة «والرِّضا بمُرِّ القضاء» الرِّضا: ضدُّ السُّخط، والقضاء: لغة: الحكم. وعرفًا: إرادةُ اللهِ