﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ﴾أي: علمُه واطلاعُه
محيطٌ بالأمور الماضية والمستقبلة، فلا يَخفَى عليه منها شيء.
﴿ وَلَا
يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ﴾أي: العباد لا
يعلمون شيئًا من علم الله إلا ما علمهم الله إياه على ألسنة رسله وبطرق وأسباب
متنوعة.
﴿ وَسِعَ
كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾كُرسيِّه سبحانه، قيل: إنه
العرش، وقيل: إنه غيره؛ فقد وردَ أنه موضع القدمين، وهو كرسي بلغ من عظمته وسعته
أنه وسع السموات والأرض.
﴿ وَلَا ئَُودُهُۥ
حِفۡظُهُمَاۚ ﴾أي: لا يُكْرِثه ولا
يشق عليه ولا يُثْقِله حفظ العالم العلوي والسفلي؛ لكمال قدرته وقوته.
﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ﴾أي: له العلو
المطلق: علو الذات بكونِه فوق جميع المخلوقات ﴿عَلَى ٱلۡعَرۡشِ
ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]، وعلو
القَدر؛ فله كل صفات الكمال ونعوت الجلال، وعلو القهر؛ فهو القادر على كلِّ شيء،
المتصرف في كلِّ شيء، لا يمتنع عليه شيء.
﴿ٱلۡعَظِيمُ﴾الذي له جميع صفات
العظمة، له التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وعباده المؤمنين.
فحقيقٌ بآيةٍ تحتوي على هذه المعاني أن تكونَ أعظمَ آيةٍ في القرآن، وأن تحفظَ قارئَها من الشرور والشياطين، والشاهد منها: أن اللهَ جمعَ فيها فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات؛ فقد تضمنت إثبات صفات الكمال ونفي النقص عن الله.