قوله: ﴿ٱلَّذِي يَرَىٰكَ﴾ أي: يبصرك ﴿حِينَ تَقُومُ﴾ للصلاة وحدك، ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾ أي: ويراك إن صليتَ
في الجَماعَة راكعًا وساجدًا وقائمًا، ﴿ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لما تقوله ﴿ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ به.
قوله: ﴿وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ﴾ أي: قلْ يا مُحمَّد
لهؤلاءِ المنافقين: اعْمَلُواْ ما شئتم، واستمروا على باطلكم، ولا تحسبوا أن ذلك
سيخفى؛ ﴿ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ
وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ﴾ أي: ستظهر أعمالكم للناس وتُرى في الدنيا، ﴿وَسَتُرَدُّونَ﴾ بعد الموت ﴿إِلَىٰ
عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ فيجازيكم على ذلك.
الشاهدُ من الآياتِ الكريمة: في هذه الآيات وصفُ اللهِ سبحانه بالسمع والبصر، وأنه تَعالَى يسمعُ ويُبصرُ حقيقةً على ما يليقُ به، منزَّهٌ عن صفاتِ المخلوقين ومماثلتِهم، فالآياتُ صريحةٌ في إثباتِ السمعِ والبصرِ حيث جاء فيها إثباتُ السمعِ للهِ بلفظِ الماضي والمضارع واسم الفاعل -سمع ويسمع وسميع- ولا يصِحُّ في كلام العرب أن يقال لشيء: هو سميع بصير إلا وذلك الشيء يسمع ويبصر، هذا هو الأصل، فلا يقال: جبل سميع بصير؛ لأن ذلك مستحيل إلا لمن يَسمعُ ويُبصر.
الصفحة 3 / 220