قوله: ﴿
فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا ﴾ [البقرة: 22]
النِّدّ في اللغة: المِثل والنظير والشبيه، أي: لا تتخذوا لله أمثالاً ونظراءَ
تعبدونهم معه، وتساوونهم به في الحبِّ والتعظيم ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴾أنه ربُّكم وخالقُكم وخالق كل شيء، وأنه لا نِدَّ
له يشاركه في الخلق.
﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا﴾لما فرغَ سبحانه من ذكر الدليل على وحدانيته في الآية التي قبلها أخبر أنه
مع هذا الدليل الظاهر المفيد لعظيمِ سلطانِه وجليل قدرته وتفرده بالخلق - أخبر أنه
مع ذلك قد وجد في النَّاس من يتخذ معه سبحانه نِدًّا يعبدُه من الأصنام العاجزة﴿يُحِبُّونَهُمۡ
كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ أي: أن هؤلاء
الكفار لم يقتصروا على مجرد عبادة تلك الأنداد، بل أحبوها حبًّا عظيمًا، وأفرطوا
في حبها كما يحبون الله، فقد سوَّوهم بالله في الخلق والرزق والتدبير.
الشاهدُ من الآيات: أن فيها إثباتَ اسمِ الله وتعظيمِه وإجلالِه، وفيها نفي السَّمِيّ والكُفْء والنِّد عن الله سبحانه، وهو نفيٌ مجمل، وهذه الطريقة الواردة في الكتابِ والسنة فيما ينفي عن الله تَعالَى، وهي أن ينفيَ عن اللهِ عز وجل كل ما يضاد كماله الواجب من أنواعِ العيوب والنقائص.
الصفحة 2 / 220