جهنم. ومن زلَّ عن
الصراطِ المعنوي زلَّ عن الصِّراط الحسِّي. وقوله: «يعْدو عَدْوًا» أي:
يركض ركضًا. وقوله: «يزحف زحفًا» أي: يمشي على مقعدتِه بَدل رجليه. وقوله:
«عليه كَلاَليب»: جمع كَلُّوب، بفتح الكاف واللام المشددة المضمومة، وهي
حديدةٌ معطوفة الرَّأس.
وقوله: «تَخطف» بفتح الطاء ويجوز
كسرها من الخطف، وهو: أخذُ الشيءِ بسرعة. وقوله: «بأعمالِهم» أي: بسبب
أعمالِهم السيئة، فيكونُ اختطافُ الكلاليب لهم على صراطِ جهنَّم بحسْبِ اختطافِ
الشُّبهات والشَّهوات لهم عن الصَّراط المستقيم.
وأهلُ السُّنِّة
والجَماعَة: يؤمنون بالصِّراطِ المنصوبِ على متنِ جهنَّم ومرور النَّاس عليه على ما
جاءت به الأحاديثُ الصَّحيحةُ عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وخالف في ذلك
القاضي عبد الجبار المُعتزِلِيّ، وكثيرٌ من أتباعِه، وقالوا: المراد بالصِّراط
المذكور: طريقُ الجنَّة المشار إليه بقوله تَعالَى: ﴿ سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ
بَالَهُمۡ﴾ [مُحمَّد: 5]،
وطريقُ النَّار، المُشار إليه بقوله تَعالَى: ﴿ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ
ٱلۡجَحِيمِ﴾ [الصافات: 23].
وهذا قولٌ باطلٌ وردٌّ للنُّصوص الصَّحيحة بغيرِ برهان. والواجبُ حملُ النُّصوصِ على ظاهرِها.
الصفحة 2 / 220