×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَخَرَجَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي وَاللهِ مَا أُبَالِي اخْتَلَفَتْ صَلاَتُهُمْ أَمْ لَمْ تَخْتَلِفْ؛ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا يُصَلِّي» ([1]).

****

الشرح

هذا الفصل في جهر الإمام بالتكبير والتسميع في تكبيرة الإحرام وسائر الانتقالات؛ لأجل أن يسمع المأمومين؛ ليقتدوا به، وهذا في صلاة النهار، وأما القراءة، فإنها يجهر بها في صلاة الليل، ويسر بها في صلاة النهار.

ويرفع صوته بالتكبير؛ لأجل أن يسمعه المأمومون، فيكبرون بتكبيره، ويسلمون بتسليمه، ولا يدخلون في الصلاة قبله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» ([2]).

فيأتي بالتكبير بعد الإمام في تكبيرة الإحرام، وسائر تكبيرات الانتقال، لا يسابقه ولا يوافقه، يعني: لا يكبر معه، بل يتأخر عنه، ويقتدي به في ذلك.

وقوله: «وَيَحْمَدُونَ بَعْدَ تَسْمِيعِهِ» فإذا قال الإمام: «سمع الله لمن حمده»، يقول المأموم: «ربنا ولك الحمد»؛ كما في حديث أنس رضي الله عنه.

وقوله: «فَيَعْلَمُونَ بِانْتِقَالاَتِهِ فَيُتَابِعُونَهُ»، لا سيما إذا كان المأمومون كثيرين، ومنهم من لا يرى الإمام، فيتابعون صوته مهما بعدوا عنه،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (757)، ومسلم رقم (7:3).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (68:)، ومسلم رقم (411).